نموذج يجمع بين الاحترافية والجدية
من الطبيعي عندما يجتمع الطلاب في مؤسسة ما او دولة ما حينها يتم تأسيس ما يسمى بالإتحاد وغالباً ما يكون دوره هو تنظيم امورهم ومزوالة انشطتهم الطلابية المعتادة ، لكن عندما يتم الحديث عن اتحاد الطلاب التشاديين بتركيا وقبرص حينها لن ينتهي الكلام بمجرد كتابة سطور او ينحصر دوره في قيام الأنشطة الطلابية فقط ؟ بل الأمر أكبر من ذلك ، فدعنا نعود للوراء قليلاً فمنذ أن كنت في مراحل دراستي في ثانوية المركز الكويتي كنت شغوفا بالأنشطة وخاصة تلك التي تقدم في الطابور الصباحي واليوم الثقافي الذي يقام كل مساء ( خميس ) لكن ازدت بها تعلقاً وهمة عندما كنت أشاهد الأنشطة التي يقدمها اتحاد ثانويتنا في عام 2005م ان لم تخني الذاكرة بقيادة الأخ / جدة ابه حسب الله ورفاقه الأستاذ عبدالرحمن يحي صالح وابراهيم البشر واحمد آدم نور ومعهم بعض الشباب أصحاب الهمم العالية كانت أنشطتة منظمة حقيقة بمعنى الكلمة والاتحاد كان قوياً في أيامه تلك مقارنة مع اتحادات الثانويات الأخرى ، فترك فيني أثراً جميلاً ثم شيئاً فشيئا انخرطت في مزاولة الأنشطة النقابية في الكلية وعلى مستوى الجامعة و مع جمعيات و مؤسسات اخرى فكانت تجربتي رائعة جداً حقيقة تعلمت منها الكثير وعرفت اكثر ، ثم شاءت الأقدار وساقتني معها إلى تركيا وبدأت مع الإتحاد تجربة جديدة بداية كمندوب للمدينة التي اقطنها ومن ثم تمت هيكلة المكتب التنفيذي واصبحت منسقاً لغرفة المناديب ( المكتب الشوري ) مع صديقي محمد حسين وعثمان آدم التي تضم 41 مندوب من 41 مدينة مختلفة داخل تركيا يتواجد فيها طلاب تشاديين ، تخيل كيف يتم التنسيق والتجهيز لإقامة نشاط ما ، تخيل كيف تتم الإجتماعات الدورية وكيف تجتمع اكثر من 40 مدينة في محل واحد لإقامة عيد وطني او ملتقى علمي ؟ إجابات هذه الأسئلة قد تعجز عن تصديقها ان لم تكن حاضراً فيها ، ولكن عندما تجتمع الأيادي ويكون الهدف واحد لا تبحث عن مكان آخر تعال واسأل عن اتحاد طلاب تركيا وقبرص فحينها تتلاشى الصعاب عند القيام بعمل ما ، اتحاد تم ميلاده حديثا مقارنة باتحادات الطلبة التشاديين التي تم تأسيسها في دول الخارج ، وبالتحديد 2017 لكن ما أنجزه خلال 3 سنوات لم تنجزه باقي اتحادات طلابنا في الدول الأخرى ، ليست مبالغة وانما الأرقام تتحدث عن ذلك للمتابع عن انشطته في مواقع التواصل ليعرف ما كان يقوم به من اعمال ومبادرات ! وما يملكه من منظومة الكترونية لسجل البيانات الشخصية والمتابعة لا تملكه بعض الدول الإفريقية التي دائماً ما تتزيل الترتيب في التصنيفات وخير دليل على ذلك طريقة الانتخابات الإلكترونية التي حصلت في الأيام الماضية بتنظيم المهندسين يوسف جلال و محمود إبراهيم ادم لاختيار مكتب جديد للإتحاد ، كانت طريقة التصويت عصرية وحديثة تنقلك مباشرة على الشاشة ومن خلال الهاتف النقال وليست بالضرورة لتكون حاضرا لتصوت ؟ طريقة تجعلك تصوت وانت بالبيت او بمدينة تانية او سواء كنت في اجازة بدولة تانية لم تحضر بما انك طالب بتركيا يحق لك التصويت عن بعد من خلال الرقم السري الخاص بك كطالب ، هذه المنظومة قوية لدرجة وصولك كطالب جديد في تركيا يتم تسجيلك فوراً من خلال مندوب المدينة التي تحل ضيفاً فيها ، معلومات تعجز سفاراتنا عن معرفتها احياناً وسيستم تعجز عن تطبيقه ان لم اكن أبالغ ؟ عندما تتحدث عن هذا الكيان كأنك تتحدث عن دولة قائمة بذاتها وبقوانينها وانظمتها الخاصة ، فتجربتي معه على مدى ما يقارب عام كامل كانت فريدة من نوعها حيث جمعتني مع فريق دينامكي لايكل ولايمل في العمل وأشخاص لديهم الشغف في التغيير والابتكار ، مواهب توظف على حسب طاقاتها واختصاصاتها وحبها للعمل الذي تستطيع أن تبدع وتنجز فيه لتخرج لوحة فنية لا يستطيع المشاهد صرف النظر عنها مهما حاول ، فريق جمع ما بين الاخلاص والنية والاحترافية والجدية في العمل لو أراد أن يعمل اي نشاط سيكون النجاح اول من يهنئه في ذلك ويقف في طريقه ، عام واحد معهم فقط افدنا بالقليل الذي نملكه واستفدنا من تجاربهم وخبراتهم الكثير وان لم تكن جديدة علينا كلها الا انها زادت ورسخت بعض التجارب وتركت في ذهني الكثير الذي لاينسى ، اصدقاء اعجز عن وصفهم وكان لي الشرف ان اتعرف بهم وامضي معهم تلك الأيام الجميلة ، اصدقاء اشكرهم فردا فردا واحدا تلوا الآخر على الأوقات الجميلة التي قضيناها معاً ، والمعذرة لهم ان بدر منا شيئا اساء إلى احد منهم فانه غير مقصود في النهاية ومفهوم لم يقصد في البداية .. شباب تخطى الصعاب ويحاول ان يعمل دائما لتغيير واقعنا المعاش في تشاد فقط ، طموحاتهم علَتْ تجاوزت المحسوبية والمحدودية .. هكذا هي الجدية كل منا يترك بصمته ويذهب ، المناصب ثابتة والناس تتغير ويأتي آخرون ليستمروا من حيث توقف سلفهم كما هو معلوم وفي النهاية الهدف واحد ، ورفع راية( الإتحاد ) تعني رفع راية الوطن بمفهوم تضامنه ووحدته التي يسير عليها وعكس صورته التي تتجسد في هذا الكيان المصغر ، ومن هذه السانحة اتمنى للمكتب السابق التوفيق في حياتهم العلمية والعملية وللمكتب الجديد النجاح في مهمتهم التي هم عليها ووفقنا الله جميعاً ويداً بيداً سنبني تشادنا الحبيب ، الطموح عالي .. والأمل موجود .. وفي الاتحاد قوة .. عاشت تشاد وعاش الاتحاد.. والسلام مسك الختام
اخيكم / البشير النور صالح
مقال رائع جدا تسلم الأخ البشير.